شهدت العاصمة الصينية بكين أضخم عرض عسكري في تاريخ البلاد، وذلك في إطار إحياء الذكرى الـ80 للانتصار على اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية. المناسبة تحولت إلى استعراض استثنائي للقوة، حيث كشفت الصين عن مجموعة من أنظمتها العسكرية الأكثر تطوراً، بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى ومنظومات دفاع جوي حديثة، في رسالة واضحة تعكس موقعها المتنامي كقوة عسكرية عالمية.
الرئيس شي جينبينغ اعتلى المنصة الرئيسية محاطاً بعدد من قادة الدول، بينهم الرئيس الروسي، ومسؤولون من إيران وتركيا وكوريا الشمالية، في مشهد يرمز إلى شبكة التحالفات التي تعززها بكين في مواجهة النفوذ الغربي. وفي خطابه، حذّر شي من التوترات الراهنة قائلاً: "العالم يقف اليوم أمام خيار حاسم بين السلام والحرب"، مؤكداً أن بلاده تتمسك بالسلام لكنها لن تتردد في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
وسائل الإعلام الصينية وصفت العرض بأنه رسالة مزدوجة، فهو من جهة يخلّد ذكرى دور الصين في الحرب العالمية الثانية وتضحياتها الكبرى خلالها، ومن جهة أخرى يعكس عزم الجيش الصيني على مواكبة التطورات التقنية والعسكرية بما يوازي الدول الكبرى. وقد شارك في العرض أكثر من عشرة آلاف جندي إلى جانب مئات الطائرات والعربات المدرعة، ما منح الحدث طابعاً غير مسبوق في الضخامة والدقة التنظيمية.